ثورة الموضة في وجه الذكاء الاصطناعي

منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي عالم التصميم والإعلانات، تغيّر مشهد الإبداع جذريًا، لكن المفارقة الأحدث أن بعض الشركات العالمية بدأت تميل إلى العودة إلى الإبداع الإنساني الشخصي، من خلال إنتاج محتوى يبدو وكأنه من صنع الذكاء الاصطناعي، لكنه في الحقيقة من تنفيذ فنانين حقيقيين.

هذه الموجة الجديدة التي انتشرت مؤخرًا تعتمد على صور ومقاطع فيديو تبدو خيالية التفاصيل وغريبة الألوان، إلى درجة تجعل المشاهد يظن أنها مولَّدة رقميًا، بينما هي في الواقع نتاج عمل يدوي دقيق يجمع بين الحرفية العالية والمعالجة البصرية الذكية.

عدد من دور الأزياء العالمية مثل Adidas وHermès و Louis Vuitton وBurberry تبنّت هذا التوجه لتقديم محتوى أكثر جذبًا وتميّزًا. فالمشاهد حين يتساءل: هل هذا حقيقي أم من صنع الذكاء الاصطناعي؟، يصبح أكثر تفاعلًا وفضولًا، وهو ما يحقّق للعلامة التجارية حضورًا رقميًا لافتًا، ويؤكد في الوقت نفسه أنها تواكب التكنولوجيا دون أن تتخلى عن جوهر الإبداع البشري.

ويصف الخبراء هذا الاتجاه بمفهوم “الغموض الجمالي”، حيث يتعمد المصممون خلق محتوى يقف في المنطقة الرمادية بين الواقع والخيال. وقد شهدنا بالفعل حملات أزياء بدت في البداية كمشاهد من لعبة فيديو، لكنها اتضحت لاحقًا كصور واقعية تمت معالجتها بذكاء بصري مبتكر.
وفي زمن أصبحت فيه التكنولوجيا شريكًا في كل عملية إبداعية، يبدو أن الإنسان وجد طريقه ليستعيد دوره، مؤكدًا أن الخيال البشري هو المحرك الأول لكل فكرة مبتكرة، حتى وإن استعان بأدوات الذكاء الاصطناعي لتقديمها للعالم بروح جديدة.