إعداد – رنا زهير

بعد تسع سنوات من الإبداع والعطاء، أعلنت Maria Grazia Chiuri رسميًا مغادرتها منصب المديرة الإبداعية في دار Dior. هذه الخطوة تُنهي مرحلة مفصلية في تاريخ الدار الفرنسية. حين تسلّمت المنصب في 2016، لم تكن مجرد مصممة جديدة، بل أول امرأة تشغل هذا الدور في تاريخ Dior. هذا ما جعل من قيادتها حدثًا تاريخيًا مؤثرًا.

بداية Maria Grazia Chiuri الثورية في عالم الأزياء

لم تكن Chiuri فقط مصممة أزياء، بل صاحبة رؤية فريدة حملت الطابع النسوي بثقة وأناقة. خلال قيادتها، عززت هوية Dior كدار تجمع بين الرقيّ الكلاسيكي والتمكين المعاصر للمرأة. مزجت بين الأنوثة الناعمة والقوة الهادئة، وقدّمت تصاميم تعكس شخصية المرأة المستقلة والواعية، دون أن تفقد لمسة الفخامة التي تُميز Dior. كانت تصاميمها بمثابة رسالة تمكين وتحرر للنساء في جميع أنحاء العالم.

Maria Grazia Chiuri مع عارضات الأزياء خلال عرض Dior Cruise 2026 في روما

نجاح Maria Grazia التجاري وتأثيره في Dior

لم تقتصر بصمتها على البُعد الجمالي فقط، بل انعكس تأثيرها في أداء الدار التجاري، حيث شهدت الدار خلال إدارتها ارتفاعًا ملحوظًا في نسب المبيعات، وهو ما أثبتته التقارير والإحصاءات الرسمية. كان نجاحها مثالًا حيًّا على التقاء الفن بالأعمال.

تركز تأثير Maria Grazia Chiuri لا يقتصر فقط على Dior، بل امتد إلى صناعة الموضة العالمية ككل. ألهمت بأسلوبها أجيالًا جديدة من المصممين، وخاصة النساء، لتقديم رؤى جريئة تمزج بين الجمال والرسالة. إرثها سيبقى حيًا في كل منصة عرض وكل تصميم يهدف إلى التغيير.

اقرأ أيضا:Dior تعيّن Jonathan Anderson مديرًا إبداعيًا جديدًا خلفًا لـ Maria Grazia Chiuri

عرض الوداع لـ Dior في قلب روما

اختارت Maria Grazia Chiuriأن تختتم رحلتها مع الدار بأسلوب شاعري يحمل الكثير من الدلالات، إذ قدّمت عرضها الأخير ضمن مجموعة Dior Cruise 2026 في مدينة روما، مسقط رأسها، وتحديدًا في فيلا ألباني تورلونيا. هذه المجموعة لم تكن مجرد عرض أزياء، بل تحية حب وعرفان لمدينتها، وغنية بالإشارات التاريخية والروحانية، تعكس العلاقة العميقة التي تربطها بالمكان وبالدار معًا.

من سيحمل الشعلة بعد كيوري؟

حتى الآن، لم تُعلن Dior عن اسم الخليفة الذي سيشغل المنصب بعد Chiuri، لكن ساحة الموضة تعجّ بالتكهنات والأسماء المطروحة. رحيل Chiuriيُعدّ نهاية فصل مهم من تاريخ الدار، خاصة وأنها استطاعت ببراعة أن توفّق بين الإرث العريق للدار ومتطلبات العصر الحديث. ويبقى السؤال الأهم: هل سينجح من سيخلفها في الحفاظ على هذا التوازن الصعب؟