إعداد – رنا زهير

في عالم التصميم، لا تسير الأفكار العظيمة على خطوط مستقيمة

وهذا ما جسّدته زها حديد، المعمارية التي أطلقت العنان للهندسة لتغني، فحوّلت الزوايا إلى منحنيات، والمباني إلى تجارب حسية.واليوم، يتجدد إرثها ليس فقط في الهياكل التي تزيّن مدن العالم، بل في مبادرة تربط بين التعليم، الإبداع، والدعم الحقيقي للجيل الصاعد من المعماريين.

واليوم، تعود حديد، وإن كانت قد غادرت عالمنا، لتلهم من جديد.

منحة “زها حديد” في بيروت: رؤية تُلهم وتصميم يدعم

أطلقت مؤسسة زها حديد بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) برنامجًا جديدًا للمنح الدراسية، إحياءً لإرث المعمارية الراحلة التي درست الرياضيات في بيروت، قبل أن تُحدث ثورة في عالم التصميم المعماري.

بدءًا من سبتمبر 2025 ولمدة ثلاث سنوات أكاديمية، تغطي المنحة الرسوم الكاملة لطالبين في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة، طيلة خمس سنوات دراسية في تخصّص العمارة، وفقًا للكفاءة والحاجة المالية.

وجاء في بيان المؤسسة أن البرنامج “يكرّم حياة زها حديد، ويحقّق رغبتها في دعم طلاب العمارة”.
بدوره، قال رئيس الجامعة، الدكتور فضل الله خوري:“زها التي بدأت رحلتها من هنا، لا تزال تلهم أجيالًا من المعماريين. ونحن فخورون بدعم هذه المواهب الواعدة.”

ليست منحة فحسب… بل امتداد لفلسفة زها

من خلال هذه المبادرة، لا تكرّم مؤسسة زها حديد مسيرتها فحسب، بل تُعيد إحياء فلسفة كانت ترى في العمارة أداة للتعبير والتغيير.
واليوم، يستمر هذا النهج، لا في التصاميم التي خلّفتها فقط، بل في كل من يستوحي منها ليبتكر.

وهنا، نستعرض بعض من أبرز محطاتها المعمارية… كلٌّ منها يحمل درسًا في كيف يمكن للتصميم أن يكون أبداعاً يحكى دون كلمات

أعمال تتنفس: محطات معمارية أعادت تعريف الفضاء

مركز حيدر علييف – باكو، أذربيجان

ربما يكون أكثر تجسيد بصري لفلسفة “الانسيابية المعمارية”. لا وجود لزوايا حادة أو فواصل، بل تموّجات بيضاء تنساب في الفضاء كأنها حركة ناعمة في السماء. تصميم ألهم خبراء الديكور لاستخدام المنحنيات والإضاءة الخفية لإعادة تعريف الراحة البصرية.

مركز حيدر علييف

ذا أوبوس – دبي، الإمارات

منحوتة زجاجية تخترقها فجوة عضوية كأنها فتحة زمنية. هذا المبنى هو أول مشروع لزها في دبي، وقد أصبح مرجعًا في تصميم المساحات المكتبية العصرية، حيث تمتزج الجرأة مع النعومة في تناغم فريد.

ذا أوبوس – دبي، الإمارات

ملعب الجنوب – قطر

مستوحى من قوارب الدهو التقليدية، لكنه أعيد تخيّله بلغة زها الفريدة: هيكل أبيض، متموّج، يوحي بالحركة حتى وهو ساكن. مشروع ألهم تصاميم المساحات الترفيهية والثقافية الباحثة عن الجذور بروح حداثية.

شاهد أيضاً: اللمسة الفرنسية: كيف تمنحي منزلك أناقة باريسية لا تُقاوم

ملعب الجنوب – قطر

من خلال اعمالها أكدت زها حديد ان العمارة لديها ليست مجرد هياكل، بل رؤية تنبض بالحياة.ومع برنامج المنح الدراسية، يُعاد وصل هذه الرؤية بالجيل الجديد، في بيروت تحديدًا المدينة التي احتضنت بداياتها الأكاديمية.