إعداد – نهى السداوي
في قلب نيويورك، وتحديدًا في أروقة مكتبة المدينة العامة، نسج Marc Jacobs عالَمه الموازي، حيث تتحوّل العارضات إلى دمى فيكتورية خارجة من حلم متقن التفاصيل. عرضٌ لم يكن مجرّد مجموعة أزياء، بل قصيدة بصرية عن الجمال كما يراه جاكوبس: تركيبة من التناسق، النسب، والصدق الحسي.
على أنغام “Song for Jesse” لـ Nick Cave وWarren Ellis، عرضت 19 إطلالة كأنها مشاهد من عرض أوبرالي هادئ، لا يستغرق أكثر من خمس دقائق، لكنه يترك أثرًا بصريًا عميقًا.

كان الجمال هو الكلمة المفتاح، لا بوصفه سطحًا مرئيًا بل كحالة داخلية تتسلل من النسيج، من القَصّة، من الإيماءة. قال Marc Jacobs في حديث سابق بوضوح: “الأزياء ليست مجرد قماش يغطي الجسد. إنها شيء يخاطب القلب، منحوتة تُشعرك بالالتزام والانخراط، وكأنها توقظ شيئًا داخلك”.

كان هذا الحضور القوي للتفاصيل واضحًا في كل قطعة من العرض. بدأت من البلوزات الكبيرة المصنوعة من الدانتيل الليلكي، إلى البناطيل الواسعة المزينة بشرائط ضخمة في الخلف. ظهرت الكشاكش والدانتيل على الظهر، في تسريحات الشعر، وفي أطراف الفساتين ذات الطبقات الوردية الباهتة. انساب قماش هذه الفساتين برقة وكأنه تنهيدة بصرية حالمة.


Marc Jacobs قدّم مزيجًا ساحرًا يجمع بين الرقة الفيكتورية وروح العصر بأسلوبه المميز؛ فتألقت البلوزات المنقطة بتفاصيل متقنة، وظهرت الأحذية المدببة، والفيونكات الكبيرة والضخمة، وكأن الدمى الكلاسيكية عادت إلى الحياة بإطلالة أكثر جرأة وأناقة.


تنوعت الألوان بين درجات الباستيل الحالمة والتدرجات الداكنة المخملية، ليمنح كل تصميم إحساسًا متناقضًا يجمع بين النعومة والقوة، البراءة والتمرد. أما القصّات فخرجت عن المألوف، وجاءت بمعمارية واضحة تنبض بالحركة والانسيابية وكأنها موجات حالمة.
شاهدي أيضاً:الكروشيه على منصات 2025… عودة ناعمة بتوقيع الأناقة



مرة أخرى، يثبت Marc Jacobs أنه لا يصمّم أزياءً فحسب، بل يبني عالمًا يُغريك بالدخول إليه، بالبقاء فيه، وربما أن تصبح جزءًا من حكايته الخاصة — حكاية تُروى بالدانتيل، تُحاك بالفكر، وتُلبَس بالقلب.