اعداد- رنا زهير
في لحظة ستبقى في ذاكرة الموضة، شارك المصمم السوري رامي العلي في أسبوع Haute Couture في باريس. وبذلك، أصبح أول مصمم سوري يُدرج رسميًا ضمن جدول عروض اتحاد الأزياء الراقية.
لم يكن هذا العرض مجرد تقديم فساتين فاخرة، بل حمل رسالة أمل وحب من دمشق إلى العالم. كما عكس إصرار رامي العلي على تحقيق الأحلام. وخلال مشاركته في الرزنامة الرسمية للعروض، كشف عن مجموعته الجديدة بعنوان “حُرّاس النور Guardians of Light”. تستوحي المجموعة عناصرها من التراث السوري الغني، بما يشمل الصناعات اليدوية والرموز البصرية المتجذرة في الذاكرة.
وفي حديث مع Fashion News Arabia، قال رامي العلي: “هذه المرة أردت أن أكون أكثر أملًا، وهناك تفاؤل حقيقي.”
وأضاف: “كون العرض رسميًا في أسبوع الهوت كوتور يعني الكثير لي. فهو يتيح توثيق العمل وعرضه بالشكل الصحيح في حدث عالمي بهذا الحجم.”
مجموعة حراس النور “Guardians of Light”
وفي هذا العرض، قدّم رامي العلي مجموعة تجمع بين الدقة الحرفية والرؤية الفنية. كما برزت تفاصيل التصميم، الألوان والخامات لتروي قصة “حُرّاس النور Guardians of Light” بأسلوب يحاكي الخيال ويلامس الروح.
لإضفاء لمسة أصيلة تنبض بالروح السورية، دخل رامي العلي في شراكة مع مجلس الحرف السوري، لتخرج كل قطعة في المجموعة وكأنها رسالة حب من التراث إلى المستقبل.
من النقوش والتطريزات القديمة التي أعيد رسمها بإتقان، إلى التفاصيل المستوحاة من بيوت دمشق، حملت التصاميم بُعدًا ثقافيًا حقيقيًا يروي حكاية جيل يحترم تاريخه ويعيد تقديمه بلغة اليوم.
أما الألوان، فجاءت بلمسة راقية، من الأزرق السماوي الذي يذكّر بسماء دمشق، إلى الذهبي والفضي اللذان يعكسان بريق الأمل، مرورًا باللون الأسود ودرجات الباستيل الحالمة التي تُضفي دفئًا على المشهد.
الأقمشة انسدلت بخفة بين الحرير والأورغانزا، تحمل معها نعومة لا تُقاوم، بينما أضافت التطريزات اليدوية روحًا خاصة لكل فستان، وكأنها تهمس بسرّها مع كل خطوة.
قدّم رامي العلي العروس في باريس بإطلالة ملكية ناعمة، بفستان أبيض مطرز يدويًا بتفاصيل وردية راقية، مع ذيل طويل وحجاب شفاف يضيف لمسة حالمة، ليجعل من العروس لوحة من الأناقة الهادئة والفخامة العصرية.
بهذه المجموعة، لم يقدّم رامي العلي عرض أزياء فحسب، بل كتب فصلًا جديدًا من الإبداع السوري تحت أضواء باريس. أثبت أن الشغف يمكنه أن يعبر الحدود، وأن الحلم حين يقترن بالإصرار يصبح حقيقة تُرى على منصة عالمية.
