بيروت – فاشن نيوز أرابيا
“bal masqué” كما لم نعرفه من قبل: طوني ورد يكشف عن الجانب الحقيقي خلف
في زمن أصبحت فيه الهوية مرهونة بمظهرها، يتقدّم طوني ورد ليقلب المعادلة. في عرضه الجديد ضمن أسبوع الهوت كوتور لخريف وشتاء 2025، لا يدعونا المصمم اللبناني إلى حفلة تنكرية للاختباء خلف القناع، بل إلى احتفال أنيق للظهور
طوني ورد في حوار خاص مع بلال العربي: قناع يكشف لا يُخفي
في لقاء خاص مع فاشن نيوز أرابيا ، تحدّث طوني ورد عن رؤيته التي تقف خلف هذه المجموعة اللافتة، والتي استوحاها من مفهوم bal masqué، لكن بأسلوب يعاكس تقاليده الكلاسيكية. فبينما كان ارتداء القناع في الماضي وسيلة للهروب من الواقع أو عيش حياة موازية، يرى ورد أن القناع اليوم يمكن أن يكون تعبيرًا صريحًا عمّن نكون في الحقيقة، لا وسيلة للتخفي.
صرّح طوني ورد أن فكرته من هذه المجموعة كانت إبراز مفهوم ” bal masqué” بأسلوب مختلف، يُظهر الباطن على الظاهر، موضحًا: “الناس ليسوا مضطرين للاختباء. قديمًا، كان ارتداء القناع وسيلة للهروب من الواقع ومحاولة عيش الحياة الأخرى التي نحلم بها. اليوم، نحن نصرخ بأعلى صوتنا لنعبر عمّا نكون حقًا. أردت أن أُبرز مفهوم ‘البال ماسكيه’ الذي يعكس الباطن على الظاهر.”

لغة التصميم: أنوثة واضحة بتفاصيل ثلاثية الأبعاد
من ناحية التصميم، تميزت المجموعة بقصّات جريئة وفريدة. حملت طابعًا أنثويًا واضحًا، وجمعت بين القوة والنعومة في آن واحد. وقد تطلب تنفيذ الفساتين جهدًا كبيرًا، خاصة مع اعتماد تفاصيل ثلاثية الأبعاد أضافت عمقًا وحركة للتصميم. وقال طوني ورد: “بُذل جهد كبير في الفساتين، والكثير من التفاصيل كانت ثلاثية الأبعاد.”

لم تكن التصاميم مجرّد أزياء على المنصة، بل بدت كعرض مسرحي يروي قصة. بعض الفساتين استغرق تنفيذها أكثر من 500 ساعة من العمل المتواصل
لوحة ألوان مدروسة لشتاء يحمل خفة الصيف
اختار ورد لمجموعته ألوانًا تنتمي بوضوح لفصل الشتاء: البني العميق، البرونزي الدافئ، البرغندي الغني ، والأزرق الفيروزي الداكن. رغم الطابع الشتوي للمجموعة، حملت التصاميم خفة لونية وشفافية في الخامات. أضفت هذه التفاصيل روحًا صيفية ناعمة، وكأنها تسير على الخط الفاصل بين موسمين.
شاهدي أيضاً:مجموعة “Guardians of Light”.. رامي العلي أول مصمم سوري في أسبوع Haute Couture بباريس

هذا التوازن بين الثقل والخفّة، وبين الغموض والوضوح، يعبّر عن رؤية ورد لهذا الموسم. يقول: “أردت خلق توازن بين الحلم والواقع، وبين ما نشعر به داخليًا وما نُظهره للعالم”
القناع الجديد: وسيلة للبوح لا للإخفاء


ما قدّمه ورد لا يُمكن اختزاله في كونه مجموعة أزياء راقية فحسب، بل هو بيان بصري يعكس تطور العلاقة بين الإنسان وهويته. القناع في هذا السياق ليس زينة مسرحية، بل عنصر رمزي يكشف، لا يُخفي؛ يحرّر، لا يُقيّد